تاريخ النشر :
الخميس
01:01 2023-11-23
آخر تعديل :
الخميس
01:16 2023-11-23
بينما كنتُ في الطريق بين محافظتين، شاردة الذهن ما بين أشياء كثيرة، جلست بالقرب مني إمرأه بشكل المومياء، في لحظة شعرتُ بيدٍ تطبطب على كتفي، ولكن، في الواقع كانت تسحب من ملابسي خيطاً خيطًا، وتنظرني بنظرات كادت تقتلني خوفاً، أردتُ أن ينقذني أحدٌ، غير أنّ الباص كان ممتلئًا عن بكرة أبيه، نظرت إلى من حولي فكان كلّ شخص في حالهِ، أردتُ أن أصرخ أو أبكي لينقذني أحدهم، شعرتُ بدقات قلبي في لحظة قد ضاعت مني. كان يراودني ألف سؤالٍ وسؤال: ما الذي تفعله هذه “الساحرة”؟! لا إعلم إن كانت امرأةً حقيقيةً أم شبحاً على هيئة إنسا?؟!.. كان وجهها لا يُطمئِن أبدًا.. كان الوشم ينتثر في وجهها وكأنها طيف مخيفٌ جدا.
لكنّ المرأة، أقصد المومياء، لا تكفّ أبدًا عن سحب الخيط من أي شيء حولي، حتى لو كان كُرسيًّا، تأخذ منه أيّ خيط أو “وبر”، لا أعلم، هل كان يلتفت أحدٌ إليّ، هل يوجد شيء على المقعد أو على يدها أو على الأرض؟!.. لكن، جاء الفرج، في لحظة كانت عيني بعين “الكنترول” وكأنه ينظر إلي نظرة اطمئنان ويقول لي: لا تخافيـ لا شيء يجعلك تقلقين، لا تخافي، وابتسم ابتسامةً خفيفةً. لحظتها، كانت الحياة قد عادت إليّ عندما نزل أحدهم، فقد طرتُ بسرعة الطيف، لا أعلم كيف وقفتُ وجلستُ حينها على المقعد المفرد وحدي!.. شعرت بأن الطريق قد طال عل?َّ، وكأنني أغادرُ من قارةٍ إلى قارة!.. لا أعلم ما حلّ بي..
سيبقى هذا الموقف عالقًا في عقلي وقلبي للأبد، ففي كلّ لحظة أركب فيها الباص سأتذكر هذا الطيف أو لا أعلم ما الوصف الصحيح: ساحرة، امرأة تبحث عن شيء، كما أنني كلما رأيتُ خيطًا أو وبرًا لمع في قلبي وذهني وكلّ حواسي صورة ذلك الطيف الذي كُتب عليّ أنّه لن يفارقني أبد الدهر.